من المؤكد أن تحليل السلاسل الزمنية على المستوى العالمي قد شهد في النصف الثاني من القرن العشرين تطورا بالغ الأهمية خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة، ومن المؤكد أيضا أن هذا التطور يعزى إلى المنهجية الحديثة التي قدمها العالمان بوکس وجينكنز في مطلع السبعينات من نفس القرن والتي أصبحت منذ ذلك الوقت الأداة الأكثر قبولا وشيوعا في الأوساط العلمية والنظرية والتطبيقية خاصة في العالم المتقدم حيث أثبتت هذه المنهجية كفاءة عالية في نمذجة البيانات الزمنية و التنبؤ بها. ومنهجية بوكس وجینکنز نقلة نوعية غير مسبوقة في نمذجة البيانات الزمنية والتنبؤ بها و المدخل الحقيقي للتحليل الحديث للسلاسل الزمنية، وقد أصبحت في فترة وجيزة المرجعية الرئيسية للخبراء والباحثين والدارسين داخل وخارج أروقة الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث والاستشارات العلمية التي يتم على أساسها تقویم معظم الدراسات الحديثة. وقد اكتملت الركائز الرئيسية لهذه المنهجية من نظريات إحصائية وطرق عددية ووسائل بيانية وحسابية بنهاية السبعينات من القرن العشرين. (مقتطف من مقدمة الكتاب)